ويقول: (وهذا كما رجع يوم الحديبية لما كان قد رأى محاربة المشركين، والحديث معروف في البخاري وغيره).
وكذلك رواه أحمد بنفس الطول تقريباً.
يقول: (فإن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر سنة ستة من الهجرة، ومعه المسلمون نحو من ألف وأربعمائة، وهم الذين بايعوه تحت الشجرة) وهم أيضاً الذين نزلت فيهم آية البيعة: (( إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ))[الفتح:10].
قال: (وكان قد صالح المشركين بعد مراجعة جرت بينه وبينهم على أن يرجع في ذلك العام، ويعتمر في العام القادم، وشرط لهم شروطاً فيه نوع عضاضة على المسلمين في الظاهر) ومن هذه الشروط: أن من آمن وهاجر إلى المدينة فإنه يرد إلى قريش، ومن فارق دينه من أصحاب محمد فإن قريشاً لا ترده، وهذا في الظاهر فيه غضاضة، فكيف نرد الذي يؤمن ليعذبوه، ويفتنوه عن دينه، والذي يرتد عندنا لا يبالى به؟! فإن العكس هو الذي ينبغي، وكان هذا من غيرة عمر على دينه، وعلى الإسلام، وهذا في الظاهر، وأما في الباطن فأن من ارتد لا خير فيه، ولا مقام له بدار الإسلام، فليذهب حيث شاء، ولا حاجة لنا فيه، والحمد لله لم يهاجر أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يريد وجه الله؛ ثم ارتد وعاد إلى قريش.
وأما من آمن كيف يرجع إليهم؟ وقد جاء أبو جندل وأعيد إلى المشركين، فغضب عمر وثارت غيرته.